كانت انطلاقتنا من جنيف geneva الى زيورخ zurich برحله مباشره مدتها 3 ساعات ، ومن المحدد اننا سنصل لها بعد مغيب الشمس وفي هذا الوقت المتاخر تقفل مكاتب الاستعلامات ابوابها ، ولاني اعلم اننا ان لم نكن نملك خريطه تبين موقع فندقنا بوضوح .. فسوف نقضي ليله طويله في البحث عنه قمت وقبل خروجي من فندق جنيف بطبع خريطه تبين موقع الفندق .

واثناء رحلتنا تعرفنا بامرأتين سويسريتين تقطنان في مقاطعه شافهاوزن Schaffhausen اوصلتانا مشكورتان الى محطه الترام التي ستوصلنا لفندقنا ،وبعد توديعهم وشكرهم وقفنا بانتظار الترام .. وعند صعودنا للترام وجدنا عائله سعوديه .. وبعد الحديث معهم تبين انهم يسكنون في نفس فندقنا كانت فرحتي لا توصف حيث انني كنت افكر وطوال الوقت كيف سنصل اليه ؟؟ لكن ولله الحمد سخر الله لنا عباده لمساعدتنا

وصلنا للفندق بفضل من الله “فندق سيناتور Hotel Senator  ”

تم حجز الفندق من مكتب سياحي في الرياض بسعر 550 ريال لشخصين + طفلين شامله الافطار والضرائب

الفندق بسيط جدا جدا واعتقد انه لا يستحق 4 نجوم بل اقل ، الفندق قديم ‘ الافطار اقل من عادي تعامل موظفيه سيء لكن يظل هذا الفندق ذا سعر مناسب بالنسبه لفنادق زيورخ الغاليه .

وفي اول صباح لنا في زيورخ تم تغيير مخطط رحلتنا نتيجه للجو الممطر فتوجهنا الى لوسيرن Luzern بدلا عن قمه يونفغرو ومن محطه قطار ززيورخ zurich ،الى محطه لوسيرن luzern برحله مدتها ساعه .

بعد الوصول توجهنا الى اشهر معالم لوسيرن .. جسر تشابيل CHAPEL BRIDGE وبرج الماء

هذا الجسر يسمى بجسر الكنيسة تيمناً بكنيسة السانت بيتر القريبة و هي أهم و أجمل الجسور السويسرية, بنيت منذ قرون طويلة في القرن الرابع عشرة, و قد أحرقت أجزاء منها في أعمال ثورة أو شغب, لكن تم إعادة ترميمها لاحقاً و يمكنك تمييز الجزء القديم من الجسر بسهولة ( لون الخشب أغمق بكثير). و يقسم هذا الجسر الممتد على نهر Reuss المدينة إلى جزئين, المدينة الحديثة و في الجهة المقابلة المدينة القديمة . إذا نظرت لسقف الجسر, ستجد رسوم لقسيسين و رجال أثروا التاريخ السويسري , و توجد كتابات تعلق على تلك الرسوم , و قد نقشت في القرن السابع عشر, فكأن هذا الجسر متحف تاريخي في الهواء الطلق.

أما برج المياه (المثمن الشكل) فهو البرج الملاصق للجسر الخشبي, و رمز مدينة لوسيرن, فعادةً ما تكون جزءاً من الصور الموجودة على البطاقات التذكارية في المحلات. بنيت في أوائل القرن الرابع عشرة, حيث كانت مقراً للسجن و التعذيب.

تجولنا بعد ذلك على ضفاف بحيره لوزيرن قبل ان نتوجه الى تمثال الأسد النائم Lowendenkmal

تمثال الأسد ا Lowendenkmal

يسمى أيضاً بالأسد النائم, بني ذكرى للجنود السويسريين الذين قتلوا دفاعاً عن العائلة المالكة الفرنسية ضد الثوار الفرنسيين في باريس, فأثناء الثورة دافع أكثر من سبعمائة جندي من أبناء لوسيرن عن قصر التوليري في باريس الذي كان يقطنه الملك لويس السادس عشر واسرته عند محاولتهم الفرار اثناء الثورة الفرنسية عام 1792 ., و عندما أحس الملك بأن النصر أصبح مستحيلاً قرر الإستسلام ( القرار الذي دفع مقابله أبناء لوسيرن أرواحهم), فأمر الجنود بإلقاء أسلحتهم بعد معركة مريرة مع الثوار, فنفذ الجنود الأوامر لكنهم قتلوا جميعاً على يد أولائك الثوار في مذبحة لن ينساها التاريخ, هذه المجزرة أثرت كثيراً في سكان لوسيرن فما أحد منهم إلا وقد فقد عزيز أو قريب, فقرروا نحت تمثال لأسد و هو يصارع الموت كناية عن شجاعة أبنائهم و موتهم بشرف في أرض المعركة. و في بداية القرن التاسع عشر (1800 م) تم استقدام الفنان التشكيلي الهولندي بيرتل ثورفالدزين Bertel Thorvaldsen لنحت هذا الصرح والذي يعبر عن انهيار الحرس السويسري مما يعتبر اعظم منحوتاته ليعرف بنصب الأسد او : Lowendenkmal . عندما ترى ملامح وجه الأسد عن قرب تستشف كل معاني الألم و الحزن, ففمه مفتوح و كأنه يطلق شهقات الموت الأخيرة, و تلك العينين تبحث عن إجابات لتساؤلات كثيرة, و تنظر إلى المصير المجهول قبل أن تغلق جفونها في وداع أبدي قد يراه البعض تمثالاً عادياً لكن من عاش احساسهم لا يستطع أن يتمالك نفسه عندما يراه لأول مرة فسيقف مشدوه و الدموع تحكي ما عجز عنه الكلام فذلك الأسد لم يكن شيئاً عادياً!! فتشعر بأحاسيس الأهالي المكلومين و ما عانوه من لوعة و حرقة فراق أبنائهم, فقد ترجموا تلك المشاعر المؤلمة في ذلك الأسد المحتضر. و قد قيل عنها بأنها أكثر قطعة أثرية تحرك المشاعر و تبعث في النفس الحزن ( ولم يكذب!!), و أخيراً ستجد هناك كتابة لاتينية ترجمتها: (إهداء إلى كل السويسريين المخلصين و الشجعان).

بعد زيارتنا للاسد النائم تجولنا في المدينه القديمه ( الأولد تاون ) وحقيقة اعجبني في لوسيرن فن سكانها فالمباني كاللوحات الفنيه

تجد فيها الرسوم والنقوش على اغلب مبانيها.

اتمنى ان تكونوا استمتعتم معي بهذه الجوله البسيطه للتعرف على بعض معالم لوزيرن وتاريخها .