تشتهر مدينة أمستردام بمطاعمها وفنادقها التي تنبض بالحياة في الليل أكثر من النهار إلا أن هذه المدينة تقدم لزائريها الفرصة للتعرف على الوجه المظلم لأوروبا في العصور القديمة، حيث ينقل هذا المتحف الشرير زواره إلى تاريخ أوروبا الدامي عندما كان التعذيب والإعدام شائعاً في كل المدن الأوروبية.

يقع متحف التعذيب في وسط مدينة أمستردام بالقرب من سوق الزهور ويطل على قناة سينجيل، وتم إدراجه على قائمة المتاحف الأكثر غرابة في العالم. ويعد متحفاً شعبياً صغيراً يضم حوالي 40 أداة للتعذيب كانت تستخدم في استجواب المجرمين والمشتبه بهم والسحرة والسجناء السياسين، وهو واحد من 50 متحفاً مشابهاً موجود في هولندا.

ويجسد المتحف صورة حية عن الماضي الأليم الذي عاشته أوروبا في العصور الوسطى حيث كان يتم إعدام الأشخاص بالمقصلة، وتعذيب السجناء عبر الجلوس على الكراسي المليئة بالمسامير الحادة. بالإضافة إلى ذلك فهو يحتوي على عارض الحديد وكسارة الجماجم ومسامير الإبهام ومزمار العار وعجلات كاثرين وكرسي يهوذا وغيرها الكثير من الأدوات التي تم الحفاظ على بعضها منذ تلك العصور الغابرة وبعضها الآخر قد تم إعادة بناءه بالاعتماد على النصوص والقصص التاريخية القديمة.

ومن جهة أخرى، يقوم المتحف بتنظيم جولات تثقيفية للطلاب مصحوبة بمرشدين للمدارس والجمعيات حول طرق التعذيب القديمة والحديثة التي لا تزال مستخدمة في أكثر من 100 بلد حول العالم، وفي هذا الإطار انضمت هولندا لإتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب.

يستقبل المتحف زواره يومياً من الساعة العاشرة صباحاً حتى 11 مساءً، وتترواح أسعار تذاكر الدخول بين 7.50 يورو للكبار و4 يورو للأطفال، ويقدم مجموعة واسعة من المعلومات عن تاريخ التعذيب بأكثر من 8 لغات عالمية إلى جانب مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية.