“عين أسردون ” الماء والخضرة والوجه الحسن
بني ملال مدينة مغربية معروفة بجمالها وطبيعتها الخلابة ، وأهم ما يميزها هي عيون
المياه المنسابة صافية نقية ، وهي المنطقة التي تضم بين ثناياها مزيجا من الحضارتين
العربية والأمازيغية ، يطلق عليها لقب عروس الأطلس ؛ فهي تتواجد وسط مدينتي فاس
ومراكش وعلى مسافة 200 كلم من مدينة كازا بلانكا .
وما إن يذكر أحدهم مدينة بني ملال حتى يتبادر إلى الذهن شلالات ” عين أسردون ” التي
تعتبر من أهم الشلالات الموجودة في المغرب على الإطلاق حيث يقبل عليها السياح من كل
حدب وصوب خاصة في فصل الصيف الذي يكون فيه الهواء باردا ومنعشا خاصة حيــــث
تنساب فيها المياه نزولا لتشكل منظرا يقل نظيره خاصة وأنها تتواجد في منطقة سهلية تحيط
بها الخضرة من كل مكان ما يجعل بعض السياح الأوروبيين يقصدون المغرب فقط من أجل
رؤية المياه الرقراقة وهي تتدفق على شكل شلالات والحدائق التي تحيط بها وسماع هدير
المياه الذي يكون قويا في حالة الجلوس بالقرب من الجدول .
ولأن المنطقة تجمع بين الحضارتين العربية والأمازيغية فإن ذلك انعكس على هندسة
الحدائق المتواجدة بالمكان والتي تشبه كثيرا حدائق غرناطة وباقي المدن الاندلسية أيام
ازدهار الأندلس .
فيصدق عليها القول الشهير : ” الماء والخضرة والوجه الحسن ” خاصة وأنها محاطة
بأشجار التين والزيتون والرمان وأشجار الصنوبر والصفصاف إضافة إلى أشجار أسيوية
تم جلبها من مشاتل خاصة في فترة الثمانينات .
وهي منطقة للارتياد في جميع فصول السنة ؛ فيلجأ إليها الزوار صيفا هربا من من درجة
الحرارة المرتفعة إلى الهواء المنعش البارد الذي تتميز به عين أسردون في فصل الصيف .
ويقصدها الناس شتاءً للاستمتاع بالثلوج التي تغطي الجبال المتواجدة بالمنطقة ، أما في فصل
الخريف فيستهويهم منظر الأشجار وهي تستبدل لونها الأخضر لترتدي أوراقها اللونين
الأصفر والأحمر لتتساقط على الأرض ويجرفها التيار بعيدا فتشكل لوحة فنية تأسر الكبار
والصغار .
أما أشجار الزيتون المتواجدة في المنطقة بكثافة فإنها ترفض خلع لونها الأخضر الخصب
لتقف شامخة بلونها البهي صيفا وخريفا وشتاءً في انتظار موسم جني الزيتون الذي ينظره ساكنة المكان كل سنة لأخذ الزيتون إلى المعصرة .
إترك رد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.