ينبع الإبداع في هذه التحفة من خلال التصاميم المميزة التي تمزج بين أعمدة الرخام والقناطر البيضاء العاجية الجميلة، ونلاحظ أن الواجهة الأمامية مصقولة لامعة مع أنماط مختلفة من رخام فيرونا الوردي الذي يتخلله مجموعة من النوافذ الرائعة، وتعزز الأبراج الكبيرة من سحر القصر ليبدو كأنه يذوب في السماء.

ويطلق على المدخل الرئيس للقصر اسم بورتا ديلا كارتا وقد بناها الأخوين جيوفاني وبارتولوميو بون في منتصف الخامس عشر، وتتكون من مجموعة مميزة من التماثيل القوطية وشخصيات أليغوريكال وأسد القديس مارك، ويعتقد أن اسم بورتا ديلا كارتا يدل على الأشخاص الذين انتظروا هنا لفترات طويلة من الزمن لتسليم التماساتهم لأعضاء المجلس الحكومي أنذاك، كما كان العمود الخشبي بجانب البوابة كمنصة لإعلان قوانين الجمهورية.

ويؤدي الدخول من البوابة للوصول إلى الفناء المركزي الكبير من خلال قوس فوسكاري حيث نجد الزخارف القوطية على كل مكان من الأعمدة إلى الجدران لترسم لوحة خلابة، ويبدو التأثر بعصر النهضة من خلال تصاميم الأبراج وتماثيل أدم وحواء المنحوتة من قبل الفنان الشهير أنطونيو ريزو، كما صمم سكالا دي جيغانتي الدرج الرخامي العملاق الذي يؤدي إلى الطابق العلوي.

ولقد تحول هذا القصر إلى متحف رائع ويشتهر باسم سجن كازانوفا لكونه يضم قاعة السجن حيث قام كازانوفا بهروبه الأسطوري والجريء في عام 1755، بالإضافة إلى ذلك، يحتوي القصر على الكثير من الكنوز النادرة من لوحات لفنانين إيطاليين مشهورين وتماثيل تحكي عن قصص وأساطير الزمن القديم.

يعتبر قصر دوجي (قصر دوكالي) واحدا من أروع وأجمل المباني في أوروبا، وكان مقر إقامة الرئيس دوجي الأول ومركز الحكومة خلال فترة حكم جمهورية البندقية، وقد تم تحويل القلعة إلى قصر على الطراز البيزنطي في حين يعود تاريخه إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر.