مدينة تمبكتو هي مدينة قديمة في دولة مالي، وتقع على بعد 20 كيلومترا ( 12 ميل ) إلى الشمال من نهر النيجر، والمدينة هي عاصمة إقليم تمبكتو، إحدى المناطق الإدارية الثمانية في مالي، كان عدد سكانها 54453 في تعداد عام 2009 .

بدءا كمستوطنة موسمية، أصبحت تمبكتو مستوطنة دائمة في أوائل القرن الثاني عشر، بعد تحول في طرق التجارة، ازدهرت تمبكتو من تجارة الملح والذهب والعاج والعبيد، وأصبحت جزءًا من إمبراطورية مالي في أوائل القرن الرابع عشر، وفي النصف الأول من القرن الخامس عشر، سيطرت قبائل الطوارق على المدينة لفترة قصيرة حتى امتدت الإمبراطورية الموسعة في سونغهاي المدينة في عام 1468، وهزم الجيش المغربي سونغهاي في عام 1591 وجعل من تمبكتو، بدلا من غاو، عاصمتهم، وأسس الغزاة طبقة حاكمة جديدة، وهي أرما، التي أصبحت بعد عام 1612 مستقلة عن المغرب، ومع ذلك، فإن العصر الذهبي للمدينة، والذي كان خلاله مركزًا ثقافيًا للتعلم والثقافة في مالي، قد انتهى، ودخل فترة طويلة من التراجع .

وقد حكمت قبائل مختلفة حتى تولى الفرنسيون الحكم في عام 1893، وهي حالة استمرت حتى أصبحت جزءا من جمهورية مالي الحالية في عام 1960، وقد وصف العديد من الكتاب التاريخيين البارزين، مثل Shabeni و Leo Africanus، مدينة تمبكتو، وأثارت هذه القصص تكهنات في أوروبا، حيث تحولت سمعة المدينة من كونها غنية للغاية إلى كونها غامضة .

الآثار في مدينة تمبكتو

على غرار مدن أخرى مهمة في غرب أفريقيا في العصور الوسطى، مثل جيني وغاو وديا، تم اكتشاف مستوطنات العصر الحديدي بالقرب من تمبكتو، التي سبقت تاريخ التأسيس التقليدي للمدينة، على الرغم من أن تراكم طبقات سميكة من الرمال أدى إلى إحباط الحفريات الأثرية في البلدة نفسها، فإن بعض المناظر الطبيعية المحيطة بها تنكمش وتكشف عن قطع فخارية على السطح، وقد حددت الدراسة التي أجرتها سوزان ورودريك ماكنتوش في عام 1984، العديد من مواقع العصر الحديدي على طول نهر الأحمر، وهو نظام وادي قديم يمر على بعد بضعة كيلومترات إلى الشرق من المدينة الحديثة .

وقد تم الكشف عن مجمع العصر الحديدي الذي يقع على بعد 9 كيلومترات ( 6 أميال ) إلى الجنوب الشرقي من تمبوكتو، بالقرب من وادي الأحمر بين عامي 2008 و 2010، من قبل علماء الآثار من جامعة ييل و Mission Culturelle de Tombouctou، وتشير النتائج إلى أن الموقع احتل في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث ازدهر خلال النصف الثاني من الألف عام، وانهار في نهاية المطاف في أواخر القرن العاشر، أو أوائل القرن الحادي عشر الميلادي .

أين تقع تمبكتو

تقع تمبكتو على الحافة الجنوبية من الصحراء الكبرى، على بعد 15 كم ( 9 ميل ) شمال القناة الرئيسية لنهر النيجر، والمدينة محاطة بالكثبان الرملية والشوارع مغطاة بالرمل، ويقع ميناء كابارا على بعد 8 كم ( 5 ميل ) إلى الجنوب من المدينة، وهو متصل بذراع النهر بقناة طولها 3 كيلومترات ( 2 ميل )، وقد أصبحت القناة ملطخة بشدة ولكن في عام 2007 تم تجريفها كجزء من مشروع ممول من قبل ليبيا .

الفيضان السنوي لنهر النيجر هو نتيجة للأمطار الغزيرة في منابع نهري النيجر وباني في غينيا وشمال ساحل العاج، ويبلغ معدل هطول الأمطار في هذه المناطق ذروته في أغسطس، ولكن مياه الفيضان تستغرق بعض الوقت لتمرير نظام النهر عبر دلتا النيجر الداخلية، وفي كوليكورو، على بعد 60 كيلومترا ( 37 ميل ) من المصب من باماكو، وتكون ذروة الفيضان في سبتمبر، بينما في تيمبوكتو يستمر الفيضان لمدة أطول وعادة تصل إلى حد أقصى في نهاية ديسمبر .

في الماضي، كانت المنطقة التي غمرها النهر أكثر اتساعًا، مع هطول أمطار غزيرة، تصل مياه الفيضان إلى الضواحي الغربية لمدينة تمبكتو نفسها، ويظهر جدول صغير للملاحة إلى الغرب من المدينة على الخرائط التي نشرها هاينريش بارث في عام 1857، وفيليكس دوبوا في عام 1896، وبين عامي 1917 و 1921، خلال الفترة الاستعمارية، استخدم الفرنسيون عمل السخرة لحفر قناة ضيقة تربط تمبكتو بكابارا، على مدى العقود التالية، أصبح هذا مغمورًا ومليئًا بالرمل، ولكن في عام 2007 كجزء من مشروع التجريف، أعيد حفر القناة حتى الآن عندما تفيض مياه نهر النيجر، ترتبط تمبكتو مرة أخرى بكابارا .

مناخ تمبكتو

تتميز تمبكتو بمناخ صحراوي حار حسب تصنيف مناخ كوبن، الجو حار وجاف طوال معظم العام، متوسط ​​درجات الحرارة اليومية القصوى في الأشهر الأكثر سخونة من السنة – أبريل ومايو ويونيو – تتجاوز 40 درجة مئوية، أقل درجات الحرارة تحدث خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي – ديسمبر ويناير وفبراير .