أصبحت الصين هدفاً للسياح الذين يعشقون أجواء دول جنوب شرق آسيا بتراثها الثقافي والحضاري الفريد، خاصة وأن هذا البلد الرائع أحد أقدم دول العالم، حيث يعود تاريخ الصين إلى آلاف السنين ولها حضارة كبرى تضاهي حضارات الفراعنة والإغريق والرومان، وبالتالي فإن فرص مشاهدة أثار هذه الحضارة تظل محفزة لعاشقي السفر، خاصة وأنها تمتلك واحداً من أقدم عجائب الدنيا السبع وهو سور الصين العظيم.

ورغم أن الصين حافظت على خصوصيتها لعدة قرون، إلا أنها فتحت أبوابها للسياحة الأجنبية منذ عقد السبعينات في القرن الماضي، ليصبح نمط الحياة فيها فريداً، إذ يمزج بين تقاليدها وموروثاتها الشعبية القديمة وتأثرها بالتقدم التكنولوجي والصناعي الذي أصاب جميع دول العالم من حولها.

فالصين غنية بالأماكن الطبيعية والحدائق المفتوحة، إلى جانب المدن القديمة المليئة بالتاريخ والتراث الذي يعود لآلاف السنين، فضلاً عن تضمنها المراكز التجارية والمعارض الحديثة تماماً كالدول الغربية المتقدمة، كما أنها تعتبر سوقاً ضخمة لمختلف أنواع المنتجات بأسعار معقولة في متناول الجميع.

إليك مجموعة من النصائح والمعلومات حول ما يجب أن تفعله وما يجب أن تتجنبه في الصين حتى تكون زيارتك لها ناجحة وخالية من المتاعب!

يفضل أن تقوم بالانفاق طوال رحلتك للصين من خلال العملات الورقية وليس كروت الائتمان، لأنه لن تجد الكثير من المتاجر التي ستقبل التعامل بواسطة كروت الائتمان.

لا يمكنك أيضاً استخدام عملتك الأجنبية أو حتى العملات الدولية كالدولار داخل الصين، ولذلك احرص على استبدال بعض أوراق العملات التي تصطحبها معك إلى العملة الصينية المحلية “اليوان”.

ورغم أن العديد من البنوك سترفض استبدال عملتك الدولية بالعملة المحلية، إلا أنك ستجد الكثير من ماكينات الصرف الآلي ATM التي ستقوم بهذه المهمة من أجلك، فقط ابحث عن ماكينات بنك HSBC وغيره من البنوك الدولية متعددة الفروع حول العالم.

لا تعطي إكرامية “بقشيشاً” لمن يقدم لك خدمة، فهم لا يتوقعون منك ذلك من الأساس، كما أنهم قد يعتبرون تصرفك نوعاً من الإهانة، بالإضافة إلى أنك ستوفر نفقات لا داعي لها.

عندما تقوم بشراء بعض الأغراض من الأسواق الشعبية والمتاجر المفتوحة، فعليك ألا تقبل بأول سعر يعرضه عليك البائع، وقم بمقايضته حتى تصل إلى السعر الذي تظن أنه يغطي قيمة الغرض الذي ستشتريه، ولكن هذا الأسلوب لن يفلح بالتأكيد في المتاجر الكبرى والمحلات الشهيرة.

إذا كنت تريد إقامة حجز فندقي بموعد غير مؤكد من أجل استخراج التأشيرة، فعليك البحث عن الفنادق التي تقدم خدمة الدفع لاحقاً بعد الحجز، أو الحجز المجاني والدفع عند تسلم الغرفة، حتى لا تخسر أموالك في إلغاء حجز مؤكد إذا تأخر استخراج التأشيرة عن الموعد الذي قدرته للسفر.

تجنباً لحدوث أية مشكلات خلال السفر، ننصحك بعمل تأمين على أغراضك التي ستصطحبها معك خلال السفر، حتى تستطيع تعويض خسائرك في حالة تلفها أو فقدانها.

لا تقم بالاستهزاء من المعابد والبيوت التقليدية التاريخية والمعتقدات الدينية الخاصة بأهل البلد، فعليك احترام الاختلاف الثقافي والفكري لكل بلد.

وعليك أن تنزع أحذيتك قبل دخول أي معبد أو بيت تاريخي، وحتى إذا قمت بزيارة أصدقائك داخل منازلهم، عليك أن تسألهم إذا كان من الأفضل أن تخلع حذاءك قبل دخول المنزل أم لا.

عندما تجلس داخل هذه الأماكن التي تمنع ارتداء الأحذية حاول ألا تضع باطن قدمك في وجه الأشخاص المواجهين لك لأنهم سيعتبرونها نوعاً من الإهانة، ولذلك عليك أن توجه قدمك العارية صوب الأرض.

لا تتحدث حول الأمور الشائكة، مثل طبيعة النظام الاقتصادي في الصين، وسر مساندتها لكور

الشمالية، أو سر حواجب الكثير من المواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي داخل الصين، فهذه الأمور من شأنها أن تضعك في مشكلات لا حد لها، خاصة مع وجود حاجز اللغة.

لا تقع أيضاً في الخطأ الشائع الذي يرتكبه الكثير من السياح، وهو المقارنة ثقافياً واقتصادياً وسياسياً بين الصين واليابان أو الصين وكوريا الجنوبية، فالثلاث دول بينهم تاريخ طويل مليء بالحروب والخلافات، وبالتالي لن تكون مشاعر المواطنين الصينيين ودية بنسبة 100% عندما تخوض مثل هذا النقاش.

لا تتوقع أن تجد الكثيرين ممن يجيدون التحدث بالإنجليزية في الصين، ولا تتصرف معهم بتعالٍ وتحدثهم دائماً بالانجليزية ظناً منك أنهم يفهمونها بسهولة، فهم سيعتبرون الأمر وقاحة وإهانة، ولذلك عليك أن تحاول تعلم بعض المصطلحات الشائعة لكي تطلب من المواطنين مساعدتك طوال فترة إقامتك هناك.

لا تستخدم إصبع الإبهام في الإشارة إلى الشيء الذي تتحدث عنه أو تريده، فهذا التعبير الحركي يعتبره الصينيون إهانة، وعوضاً عن ذلك، قم بالإشارة باستخدام راحة يدك.

الشعب الصيني لا يحب التواصل باللمس، لذلك حاول ألا تلمس أي شخص صيني ما لم يكن هناك سبباً لذلك، كما أنهم لا يحبون التحية بواسطة الأحضان والتقبيل مثل بعض الشعوب الأخرى، فيفضل أن تقوم بتحيتهم شفوياً أو بانحناءة بسيطة بالرأس.

كذلك لا تقم بالربت على رأس أحد على سبيل المدح أو المزاح، لأنه سيعتبرها نوعاً من الاعتداء والإساءة.

ورغم ذلك ستجد أن الصينيين لا يطبقون قاعدة “المساحة الشخصية” بسبب الزحام الشديد، فلا تندهش إذا كنت في وسيلة مواصلات عامة أو واقفاً في طابور منتظراً إنهاء مهمة معينة ووجدت أحدهم يكاد يلتصق بك أو يدفعك للأمام بسبب شدة الزحام.

منقول بتصرف