الخرطوم واهرام البجراوية

في 16 ابريل
اعلن الرئيس السوداني عمر البشير
الحرب على الجنوب
وكنت قد عقدت العزم على السفر في يوم الغد
وقد استخرجت الفيزة من السفارة السودانية بالرياض
واشتريت التذاكر وحجزت الفندق
ترددت قليلاً
ثم توكلت على الله وانطلقت
في 17 ابريل
توجهت مباشرة الى الفندق
وهو فندق خمس نجوم
بناه االزعيم الليبي الراحل معمر القذافي
واسماه برج الفاتح
تم افتتاحه عام 2008
بعد ان كلف الخزينة الليبية اكثر من 650 مليون ريال
لكن بعد الثورة في ليبيا
انتقلت ملكيته للحكومة الليبية
وتم تغيير اسمه ليكون برج ليبيا
وهو اليوم يدار من قبل شركة الفنادق العالمية
كورنثيا
وهو فندق ضخم جداً وقمة في الجمال
به اكثر من 220 غرفة وجناح
بالإضافة الى العديد من المرافق الأخرى
لكنه لا يتناسب ابداً مع مباني الخطوم الاخرى
فهو بمثابة سن ذهب جميل على وجه إمرأة عجوز
فحتماً سيجذب طرفك شكله بمجرد النظر إليه
وكنت قد حاولت كثيراً قبل السفر حجز الفندق عن طريق النت
لكن دون جدوى
لا لهذا الفندق فحسب بل لجميع فنادق الخرطوم
فحجزته عن طريق الاتصال الهاتفي بسهولة
فالفندق لم يطلب اي ضمانات ماليه لتأكيد الحجز
وعند الشيك إن
تفاجأة بالعديد من القرارات
اولها ان البطاقات الإئتمانية غير مقبولة اطلاقاً
ووحده الكاش سيد الموقف
ثم ان الدينار السوداني غير مقبول
فالدفع يكون بالعملات الاجنبية فقط
ثم ان سعر الصرف يجب ان يكون بالسعر الذي يحدده الفندق فقط
وهو سعر اقل بكثير من سعر صرفه بالبنوك
فـالـ 100 ريال سعودي يصرفه الفندق بـ 73 دينار فقط
بينما بالبنك تساوي 94 دينار
اما بالسوق السوداء
فالـ 100 ريال تصرف بـ 142 دينار
اي ضعف سعر الفندق تقريباً !
انا دفعت 675 ريال ثمن الغرفة لليلة
ولو قبلوه بالدينار لدفعت ما يعادل 340 ريال فقط
لاني صرفت ما معي من نقود بالسوق
ولعل عدم قبولهم للبطاقات الإئتمانية
هو ما جعل حجزه بالنت امرأً مستحيلاً
والخرطوم تقع على نهر النيل
وهذا النهر منقسم الى نهرين
النيل الابيض والنيل الازرق
ثم يلتقي النيلين بالخرطوم
عند جزيرة تسمى توتي
ليشكلا نهراً واحداً
وهو ما اكسب الخرطوم هذا الاسم
والفندق يقع تماماً عند ملتقى الثلاث أنهر
لذا جميع غرفه مطلة
بعد الإستراحة قليلاً
خرجت اتمشى بالاسواق
كنيسة من ايام الإستعمار
ملعب كرة قدم تتوسطه شجرة !
كان للنساء حظور كبير بالاسواق
وكن يبعن الشاي المعد على الجمر
وبينما كنت اتجول بالاسواق
واذا بشخص يتقدم إلي ويشهر لي بطاقته
كان احد افراد المباحث
طلب مني ان اذهب معه الى الضابط
والذي كان جالساَ على كرسي خارج مركز للشرطة
ومعه العديد من الافراد
سالني الضابط عن سبب تصويري لهذه المنطقة
وبعد الحديث معه والإجابة على تساؤلاته قال:
بالسودان التصوير إجمالاً غير مرحب به
اما اليوم والبلد في حالة حرب
التصوير ممنوع منعاً باتاً
وبعد القليل من الكلام الممزوج بروح الدعابه
وخصوصاً عن لبسي وعمامتي
نظر إلي بإبتسامة وقال
اسمع يازول
انا المسؤل عن هذا السوق
قم بتصوير ما تشاء منه
ولكن احذر التصوير بالاسواق والاماكن الاخرى
فالوضع متأزم جداً
فعدت للسوق واخذ اللقطات بأريحية اكبر
“اليوم الثاني”
صحوت باكراً
وذهبت لتناول الإفطار بمطعم الفندق
ودائماً يفضل تناول الزبادي عند السفر
لانه يحتوي على البكتيريا الخاصة بالبلد
وتناوله يحميك بإذن الله من المشاكل الباطنية المرتبطة بالاكل
وكلما كان البلد فقيراً ومستوى الأكل فيه اقل نظافةً
كلما دعت الحاجة لتناوله بشكل اكبر واكثر
كان الفندق هادىء وبه القليل من السكان
وجلهم من الجنسيات الاوروبية
كانت الوجهة هذا اليوم الى المناطق الأثرية والأهرامات الفرعونية
والتي توجد بالمدينة الملكية بالقرب من منطقة شندي
وتعرف محلياً باهرامات البجراوية
وهي تبعد عن الخرطوم 220 كلم
ولكن بعد جمع المعلومات
علمت ان التصوير هناك يتطلب تصريح
وهذا التصريح يستخرج ويصادق عليه من 3 جهات حكومية !
وعند العاشرة صباحاً
إنطلقت الى هناك بواسطة سيارة تابعة لاحد المنظمات التطوعية
وبرفقتي ضابط من المباحث
لاقوم بتصوير المنطقة دون تصريح
ولتفادي المشاكل الاخرى مع الناس خارج المنطقة
وبالطريق كان لي هذه اللقطات
منطقة شندي تشتهر بإنتاج المنجا
الكهرباء متوفرة لكن تنقطع كثيراً
لذا قلما تجد مشروبات باردة
وهذا ما جعل الناس تعتمد كثيراً على الزير
في السودان كلها
كما ان السيارات تقتصر على نقل الركاب من الطريق العام فقط
اما المواصلات الداخليه فالحمار “اعزكم الله”
والذي يقوده الاطفال سيد الموقف
وعند الواحدة وصلنا مبتغانا
والآثار الفرعونية في البجراوية
موجودة في 3 اماكن متقاربة
اولها اهرامات صغيرة
محاطة بسياج قديم
اكل عليه الزمان وشرب
ولا تخضع لأي حراسة تذكر
منقول بتصرف
إترك رد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.