ايسلندا بلاد الجمال والبراكين (ج1)
في اغسطس
ذهبت من الرياض الى ايسلندا عن طريق لندن
وبعد قضاء ليلتين بلندن
ذهبت الى ايسلندا على الخطوط الايسلندية
وصلت مطار ريكيفك متأخراً
وكانت الشمس لا تغرب الى عند الـ 11م
وهو بلد لا توجد به سفارة او قنصلية سعودية
كما لا يوجد به اي إتفاق مع شركة اتصالات
فلا استقبال ولا نت مجاني
ومطارها صغير وجميل
وهو مناسب لعدد سكانهم البالغ 320 الف نسمة
والمطار بعيد عن العاصمة قرابة الساعة بالسيارة
والبلد لا يوجد به قطارات
وإنما يعتمد على الحافلات
وسبب بعده عن العاصمة
انه كان قاعدة عسكرية امريكية
حتى خرجت منه عام 2006
فحولوه الى مطار دولي للعاصمة
خطيت الجوازات بتأشيرة شنجن
ودخلت البلد بدون اي سؤال من اسئلة الجوازات المعتادة
كالسكن ووقت الخروج وخلافة
فأيسلندا اليوم تدعم السياحة بشكل هائل
فبعد ان كانت من افقر الدول الاوروبية في القرن الماضي
اصبحت اليوم من أغناها
فالسياحة مدخولها الاول منذ عام 2012
فعدد السياح سنوياً اكثر من 900 الف وفي ازدياد
اي انهم ثلاثة اضعاف عدد السكان تقريباً
كنت قد حجزت شقة في
http://www.rey.is
فالفنادق قليلة بالبلد مقارنة بالشقق
والغريب ان المدارس بالصيف تؤجر كغرف للسياح
وهي ما تسمى هوستل
فينام العشرة ” اكثر او اقل” بغرفة واحدة
ويتشاركون فيها دوراة المياة اعزكم الله
ويقصدها بالغالب الباك باكر
وهم من يحملون امتعتهم على ظهورهم
ويلفون البلد مشياً على الاقدام
الشقة عبارة عن مطبخ ومجلس ودورة مياه وسرير نفرين
ولها فناء خرجي وآخر داخلي
وقد كلفتني 37000 كرونا لليلة
اي ما يعادل 1400 ريال لليلة
فالبلد غالي وهو اغلى من متوسط الاسعار باوروبا
والشقة تقع على شارع لوقافيقر
وهو شارع التسوق الرئيسي بريكيفك
وقد كان الجو بارداً
والحرارة كانت من 8-12 درجة طوال إقامتي
كما ان شتائها ليس بعيداً عن صيفها
والفرق بين الصيف والشتاء 10 درجات تقريباً
مع تساقط الثلوج شتاءً
والعاصمة ريكفيك مدينة حديثة
فقبل 40 سنة فقط لم تكن موجودة إطلاقاً
“اليوم الثاني”
صحوت الساعة 7 صباحاً
وكنت على موعد مع رحلة تسمى القولدن سيركل
Golden Circle Tour
وهي اشهر رحلات ايسلندا
ركبت الباص وانطلقنا
اول محطات التوقف كانت عند ملتقى اوروبا بأمريكا
فآيسلندا تقع عند ملتقى صفيحة القارة الاوروبية
بصفيحة القارة الامريكية الشمالية
وهذه البقعة هي احدث الاراضي على وجه الارض
فآيسلندا جزيرة بركانية لم تظهر على سطح الارض الا قبل 16 مليون سنة فقط
قارن هذا بعمر الارض المقدر بـ 4.5 مليار سنة
وهذا الصدع بين القارتين يتسع احياناً ويضيق احياناً اخرى
وتتسع سنوياً بمقدار 2سم بشكل طبيعي
مما يشكل مئات الزلازل سنوياً
ولكن لا يشعر بها لصغرها
وعندما تتحرك الصفائح بشكل اكبر
تتولد الزلازل القوية وتثور البراكين
كما انه بهذه المنطقة يوجد اقدم برلمان بالعالم
فقد انشىء عام 930م
ولم يبق منه شيء لتصويره
ولكن الحكومة وضعت بموقعه نصب تذكاري وعلم آيسلندا
وبعدها انطلقنا الى شلال قولفوس
Gullfoss
وهو اشهر شلالات آيسلندا
وقد تناولنا الغداء بالقرب منه
وهم يعتمدون كثيراً على الاغنام بأطباقهم الرئيسية
فعدد الخراف بآيسلندا يفوق عدد السكان
وقولفوس شلال ناتج عن ذوبان بحيرة ثلجية بالقرب منه
وهو شلال كبير جداً ولا يقارن حجمه بأي شلال آخر باوروبا
وإنما يقارنه السكان بشلالات نياقرا بالولايات المتحدة
وهو مملوك لعائلة منذ مئات السنين
وكادت العائلة ان تبيعه قبل 50 سنة على مستثمرين انجليز
لتوليد الطاقة الكهربائية
ولكنهم لم يتفقوا
واليوم يشكل دخلاً هائلاً لهذه العائلة
كما ان العائلة تجهز لتوليد الطاقة الكهربائية
فالتصاميم جاهزة وهم الان يستعدون للتنفيذ
وبعدها توجهنا الى منطقة قريبة تسمى قيسر
Geysir
وهي من اشهر المناطق السياحية بآيسلندا
وهي منطقة مياه حارة تغلي
وبها نافورة طبيعية تثور كل خمس دقائق تقريبا
وطولها من 15-30م
وكلما تأخر ثورانها
كلما ثارت بشكل أعلى
وقد قامت الحكومة بمد ماصورة من هذه المنطقة الى العاصمة
لتزويدها بالمياه الحارة
فـ 90% من مساكن ريكيفك لا يوجد بها سخان مياه
وإنما تعتمد على هذه الماصورة
وحرارة الماء بالماسورة 84 درجة
وتصل المساكن بحرارة 82 درجة
كما ان ايسلندا تشتهر بالخيول الاسكندنافية الاصيلة
وتجدها في كل مكان تقريباً
وهي خيول ليست بحجم كبير
ولكنها قوية وسريعة وجميلة
والمشهور عنها انك تستطيع ان تشرب الماء وانت على ظهرها لرساوتها
حتى لو كانت تجري بسرعة
كما ان هذه الخيول تجلس!
والمعروف عن الخيل انه لا يجلس بل ينام واقفاً
والحكومة حافظت على سلالتها بقوة من أي تغيير
فهي تمنع استيراد اي خيل كان
ولو صدر إحداها يمنع دخوله مرة اخرى لاي سبب كان
وقد كان مقرراً ان آخذ جولة على ظهر إحداها
وتوجهنا للمكان ولكن حالت مشيئة الله بيني وبينه
فرجعت دون خوض التجربةوالغريب انه بآيسلندا ليس هناك اي مبنى تاريخي او قديم
فليس هناك اي اثر لقصور او قلاع
فكل مساكنها حديثة
وهذا عائد لعدة اسباب
اهمها ان صخورها بركانية وهي هشة لا تصلح للبناء
كما انه قديماً لايوجد بها اخشاب لبناء المساكن
وهذا عائد لعدم وجود الغابات
ولهذا اتخذ السكان عبر القرون الحفر مساكناً لهم
وكذلك لتحميهم من البراكين ورمادها القاتل
وقد حدث ان ظلوا مختبئين بالحفر حتى اكلوا الكتب من الجوع
فالبراكين بآيسلندا كثيرة ونشطة
واشهرها بركان يثور كل عشر سنوات
وقد تأخر عن موعده 4 سنوات هذه المرة
ولكنه الان يفرز الغازات وجاهز للثوران بأي لحظة
كما ان بها بركان ثار عام 2011 بقوة
وقد وصل ارتفاع رماده 20كم بالسماء
اي ضعف ارتفاع الطائرات المدنية
وقد اخذ يقذف الحمم والرماد لـ 20 يوم متواصل
وقد شل هذا البركان حركة الطيران لمدة 11 يوم في شمال غرب اوروبا
والتي تبعد عنه آلاف الكيلومترات
تكبدت فيها شركات الطيران ودولها خسائر فادحةوالغريب ان مطار ريكفك نفسه لم يتوقف
بل كان يعمل بشكل طبيعي
الا الرحلات المتوجهة لشمال غرب اوروبا فقط
والجميل انه لم يمت او يصب احد بأذى من هذا البركان
وبعد6 شهور عادوا لمنطقته بسلام
وهم اليوم يربون ماشيتهم وينامون ويزرعون تحته
وبعدها رجعنا العاصمة
واخذت اتجول مشياً على الاقدام بين معالمها السياحية
والآيسلنديين غالبيتهم مسيحيون
لكنهم ليسوا كاثوليك
وإنما مسيحية سطحية خاصة بهم
لذا لا تجد الرسومات والتماثيل كثيراً بالكنيسة
كما ان بالعاصمة قرابة 600 مسلم
وليس لهم مسجد
وإنما مصليات متفرقة
وقد منحتهم الحكومة الايسلندية مشكورةً أرض لبناء مسجد عليها
منقول بتصرف
إترك رد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.