برشلونة .. 
لطالما تردد إسمها في عالم الأسفار والسياحة حتى طغى ذكرها على قريناتها الأخريات في شبه الجزيرة الآيبيرية
لم يكن لدي فكرة عن هذه المدينة سوى أنها شمس حادة ، وأرض جرداء ، وشاطيء اعتيادي ليس ذي جاذبية كما يرد في إنطباعي
وفي رحلة هذا العام ، لشهر أغسطس التي أمتدت لـ 17 ليلة ، كان نصيب برشلونة 3 ليالٍ من تلك الرحلة
كانت كافية نوعاً ما .. لكن وددت لو أنها كانت 4 ليالٍ فمن يزور هذه المدينة للمرة الأولى ، ويقضي فيها يومه الأول لودّ أن لا يغادر سريعاً .. المدينة تسري فيها الحياة والحركة دائبة ليل نهار .. قد لاتشبه مدينتنا هذه المدائن الأوروبية الأخرى من حيث الأجواء الباردة أو الطبيعة الخضراء كما في سويسرا والنمسا وما جاورهما .. أو أنها قد لا تجمع بين الأجواء المنعشة على الدوام والحركة التي
لاتتوقف كما في لندن وباريس .. فالمدينة ساحلية ، وتقع على الساحل الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة الآيبيرية .. حالها كحال مدن البحر الأبيض المتوسط من حيث الطقس .. وكذلك النشاط السياحي ..
كان إختيار هذه المدينة ضرباً من التنويع في رحلتي التي تجمع المدن النابضة بالحياة ، وأرياف الألب .. لتجتمع عناصر الرحلة من طبيعة الأرياف وحيوية المدن مع الساحل 

الزمان : السبت ، الرابع والعشرين من شهر أغسطس من عام 2013
المكان : مطار زيورخ .. تم مغادرة الأراضي السويسرية نحو برشلونة
الطيران : بالأساس تم الحجز على طيران آيبيريا بالسعر الأعتيادي مراعاة لقوانين الوزن المصرح له للحقائب حيث تم تضمين حقيبة واحدة لكل مسافر بوزن 23 كيلو جرام من ضمن سعر التذكرة على الطيران الآيبيري التي كلفت للشخص الواحد من زيورخ إلى برشلونة 153 فرنكاً سويسرياً وهو بالطبع سعر غير إقتصادي .. ومما فاجأني في الأمر أن صفحة الطيران الآيبيري حولتني على صفحة الطيران الإقتصادي الأسباني Vueling : ويلينق : حسب نطقهم لها .. الأمر الذي لم أتوقعه لكن رب ضارة نافعة فكان من الخيرة لنا أنه أتيح لنا شيء من الوزن المسموح والحقائب لشحنها في الطائرة دون الحاجة إلى إضافة حقيبة عبر طيران Vuelin

أقلعت الطائرة من مطار زيورخ باتجاه برشلونة واستغرقت الرحلة قرابة الساعة و 45 دقيقة .. كان كل شيء على مايرام داخل الطائرة .. وحينما شارفنا على الهبوط في برشلونة وأقترب الطيار من مدرج الطيران .. إذا به يهبط هبوطاً عنيفاً على مدرج مطار برشلونه .. الأمر الذي جعلني أشك فيما إذا كان في كامل قواه العقلية وقتها أم لا ..

وصلنا إلى مطار برشلونه وحمدنا الله على سلامة الوصول .. ولقد كانت رحلة زيورخ – برشلونة من الأمور التي كانت تُهيمن على تفكيري قبل الرحلة حتى الوصول إلى برشلونة ، ذلك لأن توقيت الرحلة كان الساعة التاسعة صباحاً وكان علينا أن نغادر الفندق الذي اخترناه للإقامة في زيورخ باكرين دون إفطار بعد إنهاء إجراءات الخروج من الفندق .. ثم لنتوجه إلى محطة القطارات المقابلة لفندقنا في زيوريخ ( فندق Walhalla ) ونتجه عبر القطار إلى مطار زيورخ ، وعلى الرغم من أني أفضل الانتقال للمطارات عبر التاكسي إلا أنني لاحظت أن الأمور ليست بتلك الصعوبة ، فمحطة قطارات زيورخ مقابلة لفندقنا وزمن الرحلة لمطار زيورخ بالقطار حوالي ربع ساعة .. 
إلى جانب إنشغال فكري بمسألة الوزن المسموح ، حيث كان المرافقين معي في الرحلة يحملون حقائب تكاد تتفتق عما بداخلها لإمتلاءها وثقل وزنها .. الأمر الذي اضطرهم لدفع مبالغ إضافية على الوزن المصرح به ، والدخول في موال توزيع أغراضهم في الشنط والأكياس المختلفة وهذا استغرق شيئاً من الوقت ولكن تم اجتياز هذه المسألة ولله الحمد بعد أن تم قبول العفش ثم لنتوجه من بعدئذ إلى صالات المغادرة.. لذلك على من بفكر بالطيران الإقتصادي أخذ هذه المسألة بعين الإعتبار والتحقق من العفش الذي يُسمح بشحنه أو حمله داخل الطائرة ومراعاة الوزن المسموح ، كما بالامكان إضافة حقائب إضافية ولكن من خلال موقع الطيران الإقتصادي أثناء إجراء عملية الحجز الألكتروني وطبعاً كل شيء بثمنه ..

يعتبر مطار برشلونة الدولي الذي يبعد 17كم (حوالي 11 ميل) من وسط برشلونة، ثاني أكبر مطار في إسبانيا، وأكبر مطار يقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ومطار برشلونة هو المركز الرئيسي لشركة الخطوط الجوية ويلينغ Vueling، بالإضافة إلى كلا من شركتي إسبانيا للطيران وطيران أوروبا. يخدم المطار بشكل رئيسي الوجهات المحلية والأوروبية .

أوصلنا سائق التاكسي من مطار برشلونة إلى فندقنا في رأس شارع الرامبلا بمبلغ 25 يورو وهنا لقطة من الطريق أثناء التوجه للفندق

وبعد الوصول للفندق الذي كان على ناصية شارع الرامبلا تفاجأت بالحشود الهائلة من السياح من كل الجنسيات هناك .. 
دخلنا الفندق وأنهينا إجراءات الدخول ، ثم توجهت للغرفة وقمت لاطلالة على شارع الرامبلا من النافذة 

برشلونة (بالإسبانيةوالكاتالانية: Barcelona) مدينة إسبانية تقع في الجزء الشمالي الشرقي من شبه جزيرة أيبيريا على شاطئ البحر المتوسط ، وتعد ثاني أكبر مدن إسبانيا بعدمدريد وعاصمة منطقة كتالونياومقاطعة برشلونة. يبلغ عدد سكانها حوالي 1.615.448 نسمة . أقيمت فيها الألعاب الأوليمبية عام 1992.

مناخ المدينة معتدل كمناخ مدن البحر الأبيض المتوسط. يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة في أشهر السنة الدافئة (آب /أغسطس) 24 درجة مئوية، ومتوسط ​​درجة الحرارة في الأشهر الباردة من السنة يناير -4 درجات مئوية، وتعتبر برشلونة أولى المدن الصناعية الكبرى ومركزاً هاماً للسياحة .

تم إختيار السكن على شارع الرامبلا.. كي نشاهد برشلونة على الهواء مباشرة ، فهذا الشارع الحيوي هو الشارع السياحي الأول في المدينة ، يبدأ من ساحة كتلونيا وينتهي بميدان كريستوف كولومبس حيث النصب التذكاري له ومن خلفة ميناء برشلونة المسمى ( بورت فيل Port Vell )
هذا الشارع هو الذي يُقترح على السائح السكن عليه أو على مقربة منه ، إذ أن حركة السياح والمشاة لاتتوقف غير أنها تخف في أوقات متأخرة من المساء حتى الفجر ، يقع على هذا الشارع مئات المحال التي في غالبيتها من المطاعم التي تتفنن في تقديم الأطباق المختلفة وبالأخص الأطباق البحرية ، وعلى رأسها طبق ( الباييا Paella ) وهو طبق من الأرز يُحضر في مقلاة ساخنة يخلط معه بعض الخضار والبازلاء وتشكيلة من ثمار البحر ، وهناك – الباييا – التي تُقدم بالدجاج أو اللحوم وغيرها حسب رغبة الزبون ، غير أن طبق – الباييا – في الأساس ذلك الطبق البحري المشهور كما أسلفت . ويقف مقابل كل مطعم أحد النادلين يقوم بدعوة المارة إلى تناول الطعام فيه ، حيث يتفنن كل مطعم بتقديم هذا الطبق اللذيذ .. 
ومما يميز شارع الرامبلا عن غيره من شوارع المشاة في العالم أن الرصيف الخاص بالمشاة في منتصف الشارع وإلى جانبية مسارين للسيارات ذهاباً وجيئة .. أما على رصيف المشاة فتنتشر العديد من الأكشاك الخاصة بالمرطبات والعصائر التي يتفنن الأسبان في تحضيرها هناك من خلال الكوكتيلات الطازجة المختلفة وأطباق شقف الفواكه ، إضافة إلى أكشاك والمثلجات كالآيس كريم والتحف والإكسسوارات والهدايا وكذلك الورود وأكشاك بيع بذور النباتات ، كما تتواجد العديد من جلسات المقاهي والمطاعم على رصيف الرامبلا الخاص بالمشاة .. 

لقطة من رصيف شارع الرامبلا



وإذا مارغبت في الانتقال إلى أي مكان بالتاكسي فستجدها تصطف على جنبات الطريق وهي تلك التي بالأصفر والأسود وإجرة التوصيل بالتاكسي في برشلونة لابأس بها وهي أقل بالمقارنة مع أجرة التاكسي في الدول الأوروبية الأخرى ، غير أن برشلونة تتمتع بشبكة ممتازة من وسائل النقل العام كالمترو الذي يصل إلى معظم الأماكن السياحية ، وكذلك شبكة من الحافلات العمومية ، بالإضافة إلى الحافلات السياحية التي تأخذ السياح في جولات يومية على معظم معالم برشلونة في 3 مسارات الأحمر والأزرق والأخضر ، وأهم تلك المسارات المسار الأحمر والأزرق