سوسة جوهرة الساحل التونسي
تتميز سوسة بجمال موقعها علي ساحل البحر المتوسط، وهي تنقسم إلي جزئين، الحي القديم الذي يحيط به السور ويقع في “الرباط الشهير” وبه أغلب الآثار العربية والرومانية القديمة، وبه الجامع الكبير، كما يتميز بالأسواق القديمة التي تباع فيها المصنوعات التقليدية مثل الزرابي والمصنوعات الخشبية والنحاسية، والجزء الثاني منها يمتد بطول خمسة كيلو مترات علي الساحل ويتميز بمبانيه الحديثة، وهي في الغالب فنادق سياحية ولكل فندق منها شاطئه الخاص، إضافة إلي حمامات السباحة والملاعب والملاهي الليلية التي يقدم فيها الفولكلور الشعبي كذلك الحدائق الجميلة، وتتميز فنادقها بالأشكال الهندسية العربية.
ومن أكثر الأحياء شهرة فى “سوسة” الحي العربي القديم الذي يعد قبلة السياح، فهو مزدحم ليلاً ونهاراً وفيه السوق العربي التقليدي، وهو سوق مسقوف أنشئ في عهد الأتراك ويزدحم بالمحلات التي تعرض المنتجات التقليدية من البطاطين الصوفية الملونة ومنتجات الخزف والمطروقات النحاسية، كما تظهر في هذا السوق الأزياء الباريسية والأوروبية بجوار الأزياء الوطنية التونسية.
فنون وأكلات شعبية
الشعب التونسي بصفة عامة يحب حياة الليل والمرح وقد تأثر بعضهم بالسياح الذين يفدون إلي بلادهم، وحياة الليل في سوسة مزدهرة فكل الملاهي الليلية تقدم الرقص الشعبي التونسي إلي جانب بعض العروض الأجنبية والرقص الغربي، وفي قلب الحي القديم للمدينة يمتزج في أحد الملاهي الفن التونسي الشعبي مع موسيقي الجاز الغربية، ويقضي السياح ليالي تمتاز بسحر الشرق إضافة إلي ما اعتادوا عليه من رقصات غربية.
ولأهل سوسة أكلات شعبية يستعملون في طهيها زيت الزيتون، كما يستعملون “الهريس”، وهو معجون الفلفل الأحمر في معظم الأكلات وهو حار جدأ ويلهب فم كل من لم يعتد تناوله.
ومن المشاهد التي يستمتع بها في سوسة حقول العنب في قرمباليه والبساتين المحيطة بمدينة الحمامات والزراعات وغابات الزياتين بالساحل، وتمتد هذه المنطقة الساحلية من جنوب خليج الحمامات إلي مشارف مدينة المهدية دون أن ننسي البحر ومحطات الاستحمام العديدة.
تاريخ سوسة
قام الفينيقيون بتأسيس “سوسة”، واطلقوا عليها اسم “حضرموت”، وتمتعت باستقلاليتها حتى القرن السادس قبل الميلاد، وبعد الحرب البونية أصبحت سوسة مستعمرة في عهد تراجان، وبعد مرور قرن من ذلك التاريخ تعرضت المدينة لهجمات الرومان، وبعدها استعادت سوسة مكانتها من جديد ليستمر مجدها حتي في عصر البيزنطيين ومن بعدهم الفتح الإسلامي.
ولا تزال سوسة محافظة على طابعها الأصيـل، حيث تضـم معـالـم أثـريـة مهمـة يعـود عهـدهـا إلـى القـرنـين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها “الرباط” و”الجامع الكبير” و”المتحف الأثري”، الذي يضم مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وتشتهر سوسة بقلعتها المطلة على البحر، ويقام به العديد من المهرجانات، مثل مهرجان “أوسو”، ومن أهم ما يميز تلك المدينة سورها الخارجي والجامع الكبير بالإضافة “متحف العادات والتقاليد”.
خيارات متعددة للترفيه
وفي سوسة خيارات عديدة من وسائل الترفيه مثل النوادي والملاهي والمطاعم وفيها الكازينو الذي يوفر متنفساً للعائلات وللسهرات الهادئة والعروض الفنية. كما تتعدد فيها المرافق المخصصة للأطفال مثل المسابح ومدن الألعاب.
والتسوق في سوسة له متعة خاصة، حيث تشتهر بصناعة النحاسيات والتحف والزجاج والقطع البلورية والفضيات، والأهم من ذلك أن أسعارها مناسبة للجميع. كما أن لموقعها في الوسط الشرقي لتونس، ولوجود سواحلها الرملية الملائمة تعتبر مقصداً سياحياً رئيسياً للأوروبيين، وخاصة الفرنسيين، ويعشق الفرنسيون سوسة لجمال سواحلها وتنوع أسواقها وكثرة معالمها الأثرية.
فنادق سوسة
وتضم سوسة عشرات الفنادق والمطاعم والمحلات الترفيهية التي يتواصل نشاطها ليل نهار، فهي المدينة التي لا تنام وهي قبلة العائلات، حيث تضم عشرات الفنادق من فئتي أربع وخمس نجوم ويتوسطها ميناء ترفيهي يستقبل عشرات اليخوت والسفن الخاصة. ويستقطب الميناء أعداداً كبيرة من الزوار الذين يجولون على المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي ويستمتعون برؤية البحر والسياح من جميع أنحاء العالم. ومن أهم الفنادق فندق “الفراشة” على بعد 150 متر من الشاطئ، ويقدم الفندق إقامة مريحة مع خدمة متميزة، ويقدم المطعم الخاص به المأكولات التقليدية التونسية.
إترك رد
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.